سوف نقوم فى هذا المقال بمراجعة لملحمة الاكشن وأحدث أفلام العام و أشهر فيلم فى العالم فى الوقت الحالي وأحد أكثر الافلام انتظاراً ، الجزء الرابع من سلسلة الأكشن الأسطورية التى غيرت صناعة الأكشن John Wick 4.
بدأت سلسلة John Wick عام 2014 بدون توقعات لهذا النجاح، ولم يكن هناك ترتيب مسبق لها لتصبح سلسلة. ومع حب الجمهور لها، تمكنت السلسلة من بناء عالم فريد من نوعه يتضمن قواعدًا محددة. وأصبحت هذه السلسلة المقياس في صناعة الأكشن في العالم، لتشكل بذلك مكانة مميزة بين عشاق هذا النوع من الأفلام.
قصة John Wick 4
يدور الفيلم في فترة ما بعد الجزء السابق، حيث يسعى "جون ويك" للعودة إلى صحته بمساعدة "الكينج" والانتقام. ومع ذلك، يواجه هذه المرة تحديًا كبيرًا من "الماركيز" الفرنسي الذي تم تعيينه من قبل المجلس الأعلى للقضاء على "جون" عن طريق إرسال قتلة للتخلص منه. يتعاون "جون" مع أصدقائه القدامى وأشخاص آخرين يمتلكون نفس الهدف للنجاة واستعادة حياتهم، ولكنه يواجه صعوبات كبيرة.
يتابع الفيلم قصته من حيث انتهى الجزء الثالث، ولكن عندما بدأت بمشاهدته، كنت أتوقع أن يتبع نفس نمط الجزئين السابقين ولكن مع مشاهد مختلفة فقط، وكان هذا يكفي بالنسبة لي. ومع ذلك، فوجئت بأن هذا الجزء هو أقرب إلى الجزء الأول من حيث بناء القصة الدرامية. ولأول مرة منذ الجزء الأول، شعرت بأننا أمام قصة متماسكة بشكل كبير، وعلى الرغم من وجود بعض الفجوات، إلا أنها تحمل وزنًا وهدفًا ومسارًا واضحًا لكي نتعرف أكثرعلى منظمة "المجلس الأعلى" وعالمها وقواعدها، وسبب تمسكها الشديد بمعاداة "جون" بدلاً من إعطائه حريته للخلاص من هذا الوضع. يتضح أن المنظمة ترى "جون" كرمز للتمرد والعدوى، وليس مجرد شخص، وأن إعطائه حريته سيؤدي إلى عواقب وليس نهاية الأمر.
تفاصيل حول أحداث الفيلم
يقدم jone wick 4 مجموعة من الشخصيات الجديدة المثيرة للاهتمام، تتصدرها شخصية "الماركيز الفرنسي" التي تتمتع بالنفوذ والمال فقط، وهو يستخدم هذه الأدوات كسلاح له في الانتقام. وهذا يختلف عن عالم السلسلة الذي يتحدث عنه الفيلم، حيث لا يمتلك "الماركيز" أي مهارات سوى التخطيط والمال. ومن بين الشخصيات الأكثر إثارة للاهتمام في الفيلم هي شخصية "كين"، الرجل الأعمى صديق "جون" الذي يمتلك مهارات لا تصدق. تتعاون "الماركيز" مع "كين" لقتل "جون"، ويوافقه "كين" بسبب الضغط المفروض عليه لأسباب غامضة. وتظهر أيضًا شخصية "لا أحد" وكلبتها التي تحاولان اصطياد "جون" من أجل المال. ويشهد الفيلم أيضا نهاية شخصية مدير فندق الكونتيننتال "وينستون" وهذا يجعله يرغب في الانتقام، بينما يغضب "الكينج" من الجزء السابق ويتفقون جميعًا على الانضمام لنفس الهدف.
بعد ذلك، تبدأ المعارك الحقيقية عندما يذهب "جون ويك" إلى اليابان ويتعرف على شخصيات جديدة مثل "كوجي". هناك، نشاهد بأم عينينا قدرة "الماركيز" على استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق أهدافه. تتميز المعارك في هذا الجزء بأنها تتبع طريقة الساموراي الياباني في استخدام الأسلحة والطريقة في معارك طويلة ومذهلة بفضل الـ "Stunt" العبقري الذي اعتدنا عليه وبابتكار أفكار جديدة تجعلك تتفاعل مع العالم الجنوني الخاص بهذه السلسلة. ومن الأمور المثيرة للاهتمام في هذا الجزء، هو اهتمام صناع الفيلم بالتفاصيل، فالمعارك تظهر بشكل واضح كيف يتأثر "جون ويك" بعدم تعافيه بالشكل الكامل ويبدو بطيئًا بعض الشيء، بالإضافة إلى أنه يعاني من اليأس، نظرًا للحالة التي يمر بها. وتعطي المعارك للشخصيات نكهة مختلفة، مع تسليط الضوء على قدرات "كين الأعمى" وما يمكن أن يفعله بشكل ذكي للغاية. ويؤدي الكبير دوني ين أداءً مثيرًا للإعجاب كشخصية "كين"، مما يجعلها الشخصية الأهمبعد "جون ويك". يتمنى المتابعون الحصول على فيلم خاص بتلك الشخصية المثيرة للإعجاب.
ثم ننتقل إلى ألمانيا حيث نتعرف على أصول "جون ويك" بشكل أكبر، مما يدخلنا بشكل أعمق داخل هذا العالم. يظهر لنا هناك شخصية "كيلا" التي تؤديها "سكوت أدكنز" بشكل مختلف تمامًا عما اعتدنا عليه منه، ويمكن اعتبارها واحدة من أفضل المشاهد في الفيلم بفضل الأداء الحقيقي للممثل الذي أبهرنا بالجرأة في تقديم هذا الدور والكاريزما الخاصة التي أضافها للشخصية. يمكن تقديم فيلم مشتق خاص بشخصية "كيلا" وماضيها، وذلك بفضل المشهد المبتكر الذي يجمع بين التصميم المبتكر والحوار الممتع والكيمياء الفريدة بين الشخصيات. ويتضح في المشهد أيضًا طريقة القتال والاستخدام العبقري للكلب بفضل التدريب اللا يصدق.
ننتقل بعد ذلك إلى الجزء الأفضل من الفيلم، وهو جزء باريس، الذي يضم أفضل مشاهد الفيلم والأكثر جنونًا على الإطلاق، ويتصدرها مشهد قوس النصر الذي يُعد أفضل مشهد تصميم أكشن لهذا العام، بل إنه واحد من أفضل مشاهد الأكشن التي شاهدتها في حياتي. يتم في هذا الجزء استخدام أسلحة غير تقليدية، حتى يتم تحويل السيارات إلى أسلحة في مشهد بيتم تقديمه لأول مرة في التاريخ، بلقطات طويلة ومتقنة، واجتهاد غير عادي على مستوى التنفيذ والممثلين الذين بذلوا جهودًا كبيرة لتقديم مشهد متميز آخر داخل بيت، وتم تصويره بشكل عبقري، مستخدمين تقنية "Eye bird view"، مما جعل المشهد يشبه ألعاب الفيديو في عبقريته وجنونه، وتم عرض اللقطة كاملة دون تقطيع، كما تضمن الفيلم تسلسل نهاية يليق بمثل هذا العمل، ومشاهد مبتكرة للغاية، ونهاية مفاجئة تجعل من الأجزاء القادمة والأفلام التي ستتم عملها كأفلام مشتقة خاصة بشخصيات داخل العالم مشوقة جدًا، ويترقبها الجمهور بفارغ الصبر.
فى النهاية يمكننا القول أن الفيلم رائع حقًا ويُعد واحدًا من أفضل أفلام هذا العام، وبالتأكيد أفضل فيلم أكشن لهذا العام. كما أنه سيكون مقياسًا للأفلام الأكشن كما هو الحال دائمًا، وسيفتح الطريق أمام تقديم أجزاء أخرى وأفلامًا مشتقة لشخصيات داخل العالم.
الفيلم من بطولة النجم كيانو ريفز الذي يلعب الدور الأيقوني، ويشاركه البطولة الكبير إيان ماكشين والمخضرم لورانس فيشبورن والراحل لانس ريديك، بالإضافة إلى عدد من النجوم الجدد مثل بيل سكارسجاردوهيرويوكي سانادا ودوني ين، بالإضافة إلى ظهور شرفي رائع لسكوت أدكنز. ويتم إخراج الفيلم ببراعة من تشاد ستاهلسكي صانع السلسلة الخرافي.